مول الكمبيوتر (Computer Mall): بوابتك إلى العالم الرقمي

هل سمعت قصص أولئك الذين استثمروا بضعة دولارات في البيتكوين في بداياته وشاهدوا ثرواتهم تنمو بشكل أسطوري وقد تظن أن هذا القطار قد فاتك وأن تلك الفرص لن تتكرر لكن ماذا لو أخبرتك أن الثورة المالية الرقمية لم تنتهى بعد وأن موجة جديدة من الفرص المربحة قد بدأت للتو بالتشكل فعالم العملات الرقمية أكبر بكثير من مجرد عملة واحدة إنه نظام متكامل يفتح أبواب جديدة للربح كل يوم وفي السطور القادمة سنكشف لك كيف يمكنك اقتناص هذه الفرص الجديدة وتجنب أخطاء الماضي ووضع نفسك في مقدمة الركب لتحقيق أرباح حقيقية في عالم المال القادم

أولا : ماهى العملات الرقمية (Digital Currencies)

العملات الرقمية (Digital Currencies) هي شكل من أشكال العملات المتاحة فقط في شكل رقمي أو إلكتروني وليس لها وجود مادي ملموس مثل الأوراق النقدية أو العملات المعدنية وتتميز هذه العملات بخصائص مماثلة للعملات المادية مثل إمكانية استخدامها لشراء السلع والخدمات ولكنها تسمح بالمعاملات الفورية ونقل الملكية بلا حدود عبر الإنترنت.

مراحل تطور العملات الرقمية (مكتبة)

• إن بداية العملات الرقمية كانت في عام1977 مع ظهور خوارزمية (RSA) وهى خوارزمية مشفرة وكانت هي العلامة الفارقة في تاريخ العملات المشفرة لأنها مكنت مستثمري العملات الرقمية من تحقيق الإيرادات 

• عام 1993 ابتكر العالم (ديفيد تشوم) نقود إلكترونية أطلق عليها ( ecash) بنيت على أساس بروتوكولات التشفير فكانت هي الشكل الأول من العملات الرقمية الموجودة الآن. وفى عام 1997 استطاع العالم (ديفيد تشوم (من جمع النقود لدعم فكرته وقام بإنشاء شركة DigiCash لإدارة ( ecash)، ولكن الفكرة فشلت والشركة أفلست لأنه من الصعب في ذلك الوقت إيجاد عدد كاف من المستثمرين لقبول هذه العملة وبالتالي عدم وجود عدد كافي من المستهلكين لاستخدامها 

• عام 1996 أطلق دوجلاس جاكسون الذهب الإلكتروني (إي- جولد) لتصبح عملة خاصة دولية يتم تداولها بشكل مستقل بعيدا عن الضوابط الحكومية وذلك من خلال فتح حساب على موقع الشركة (إي- جولد) وفى عام 2005 كان هناك ما يقرب من3.5 مليون حساب إي- جولد في 165 دولة وقد ساعدت (إي- جولد) الكثير من المجرمين في غسيل الأموال، مما جعل المباحث الفيدرالية تقوم باقتحام منزل جاكسون وتوجيه تهم غسيل الأموال مما عرقل عمليات إي-جولد

• في عام 1997 ابتكر آدم باك  نظام Hashcash لوقف رسائل البريد الإلكتروني المزعجة وكان هذا النظام جزءا من خوارزمية تعدين عملات جديدة وقد استخدم هذا النظام في البتكوين وغيرها من العملات الرقمية

• في عام 1998 قام خريج علوم الكمبيوتر وي داي  بوضع أساس العملات الرقمية المشفرة وذلك عن طريق نشر مخطط عمل للعملة الرقمية ( b-money) على قائمة بريدية عبر الإنترنت، وكان داي يهدف إلى توسيع الاقتصاد الإلكترون التي لا يمكن فرض ضرائب عليها مما ساعد ذلك ناكاموتو في إنشاء البتكوين.

• في عام 1999 تم إنشاء شركة باى بال وقد مكن هذا الموقع المستخدمين من تحويل الأموال من خلال الإنترنت وقد وصلت إيرادات الموقع خلال عام 2004 إلى 1.4 مليار دولار وكان أهم  إنجاز للباى بال أنه أشعر المستخدمين بالراحة تجاه فكرة تحويل الأموال عبر الإنترنت مما ساعد في فتح الباب لظهور العملات الرقمية.

• إصدار برنامج تور (2003) هو برنامج يمنح الخصوصية عن طريق السماح للمستخدمين بإخفاء هويتهم لضمان عدم تعقبهم أثناء القيام بمعاملات العملات الرقمية باستخدام عنوان( IP)

• في عام 2004 كشف هال فيني عن بروتوكول (RPOW) قابل لإعادة الاستخدام وهو نظام اقتصادي لوقف هجمات الحرمان من الخدمة وانتهاكات خدمات أخرى مثل البريد المزعج على شبكة ما ويعتبر هذا النظام مقدمة لظهور العملات المشفرة.

• في عام 2008 نشر ناكاموتو مخطط يضم أعمال وأهداف عملة البتكوين وقد سبب ذلك قلقًا في العديد من الأوساط  وقد تضمن هذا المخطط طريقة تحويل الأموال من دون الحاجة لمؤسسة مالية وخارج سيطرة السلطات الوطنية والدولية.

• في عام 2008 انشأ ناكاموتو الـ (بلوك شين) هو سجل المعاملات في العملة الرقمية بتكوين والذي يمكن المستخدمين من التبادل الآمن للمواد القيمة كالأموال أو الأسهم أو حقوق الوصول الى البيانات، دون الحاجة لوسيط أو نظام تسجيل مركزي لمتابعة حركة التبادل

• في عام 2009 قام ناكاموتو بتعدين 50 قطعة نقود معدنية من عملة البتكوين وبعد ذلك بأيام تمت أول صفقة للعملة بين ناكاموتو وهال فيني

• في  فبراير 2011 قفزت قيمة عملة البتكوين وتساوت للمرة الأولى مع الدولار على بورصة( MTGOX) لتداول العملات الرقمية وبدأت قيمتها تتزايد عبر السنوات.

• في عام 2011 تم إصدار عملة نيم كوين ونظام DNS  اللامركزي وقد أضاف مطوري هذه العملة ميزة غير موجودة في البتكوين وهى في نظام ( DNS)  الذي يسمح للمستخدمين بتخزين معلوماتهم الشخصية بطريقة أكثر أمانًا.

• فى عام 2012 تم إصدار عملة الريبل وتعمل كعملة رقمية وشبكة إلكترونية للتعاملات المالية، وتقبل هذه الشبكة جميع العملات التقليدية والمشفرة

• في عام 2012 تم إصدار عملة  بيركوين كانت مختلفة عن باقي العملات الرقمية في كونها أول عملة تستخدم البروتوكول المشترك وقد ساعد ذلك في إمكانية تعدين المزيد من القطع المعدنية دون الحاجة إلى كمية كبيرة من الكهرباء مثل باقي العملات الرقمية 

• في عام 2013 وصل عدد البتكوين المتداولة إلى 11 مليون بتكوين وارتفعت قيمة البتكوين الواحدة في ذلك الوقت إلى 92 دولارا وبذلك تجاوزت القيمة الكلية للبتكوين المليار دولار

• في أكتوبر 2013 تم فتح أول ماكينة صرف آلي للبتكوين في مدينة فانكوفر  والتي تساعد المستخدمين  في تحويل عملات البتكوين إلى عملات تقليدية عادية 

• في ديسمبر عام 2013أعلنت بورصة بي.تي.سي تشاينا أكبر بورصة لتداول البتكوين في الصين  أنها لن تقبل أية ودائع بالعملة الصينية اليوان، مما كان له أثر كبير على انخفاض قيمة البتكوين من 1200 دولار إلى 572 دولارًا على بورصة (MtGox)  مما جعل بورصة بي.تي.سي تشاينا فى2014 بقبول اليوان ثانية.

• في عام 2013 كانت جامعة نيقوسيا في قبرص أول جامعة تقبل دفع الرسوم الدراسية بالبتكوين 

• في عام 2014 كان موقع ( Overstock) أول موقع تجارة تجزئة عبر الإنترنت في الولايات المتحدة يقبل الدفع بعملة البتكوين  وفي وقت لاحق من نفس العام بدأ الموقع يقبل العملات المشفرة في مواقعه في جميع أنحاء العالم.

• في عام 2014 تعرضت بورصة (MtGox)   للاختراق تسبب هذا الاختراق في خسارة الشركة 850 ألف بتكوين أي نحو 400 مليون دولار في ذلك الوقت مما أدى إلى إفلاس الشركة 

• في عام 2015 أطلقت عملة الإثيريوم وهي ليست نظام دفع مشفر فقط ولكنها منصة لإنشاء عقود ذكية بشكل مؤمن  وقد حققت نجاحا كبيرا حيث وصلت القيمة السوقية لها في 2017 إلى 28 مليار دولار.

• في عام 2017 قيمة البتكوين تتجاوز الذهب حيث وصل سعر أوقية الذهب إلى 1331.60 دولار في وقت بلغت  فيه قيمة قطعة واحدة من البتكوين 3363.42 دولار.

• في عام 2017 أصبحت شركة( LedgerX LLC) أول منصة لتداول العملات الرقمية تحصل على الموافقة للعمل كبورصة للعقود التي تتم بالعملات الرقمية من لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة

• في عام 2016 قررت وزارة المالية الروسية حظر التعامل بالعملات الرقمية وقد وضعت بعض العقوبات المقترحة للمخالفين والتي قد تصل إلى السجن 7 سنوات ثم تغير موقف روسيا حين أعلنت روسيا في عام 2017 أنها تحاول تقنين استخدام العملات الرقمية 

ومنذ ذلك الحين لم يصبح أمام العديد من الدول والحكومات سوى التعامل مع العملات الرقمية ودراسة طرق التعامل معها

ثانيا : أنواع العملات الرقمية (Digital Currencies)

مصطلح العملات الرقميةرهو مصطلح شامل يضم أنواع مختلفة من العملات التي توجد بشكل إلكتروني فقط. يمكن تصنيف العملات الرقمية الرئيسية إلى الفئات التالية مع بعض الفروق الجوهرية بينها:

1. العملات المشفرة (Cryptocurrencies):

وهي أشهر أنواع العملات الرقمية وأكثرها إنتشارا وتتميز بالخصائص التالية:

• اللامركزية فهي لا تخضع لسيطرة أي سلطة مركزية (حكومة أو بنك مركزي).

• التشفيرفهي تستخدم تقنيات التشفير المعقدة لتأمين المعاملات والتحقق من ملكية الأصول الرقمية.

• البلوكشين (Blockchain) فهي تعتمد في الغالب على تقنية البلوكشين وهي دفتر حسابات رقمي موزع وشفاف يسجل جميع المعاملات.

• التقلب فهي تميل أسعارها إلى أن تكون شديدة التقلب مما يجعلها استثمار عالي المخاطر وعالي المكافأة.

• أمثلة: البيتكوين (Bitcoin - BTC) الإيثريوم (Ethereum - ETH) الريبل (XRP) اللايتكوين (Litecoin - LTC) سولانا (Solana - SOL).

2. العملات الرقمية للبنك المركزي (Central Bank Digital Currencies - CBDCs):

وهي عملات رقمية تصدرها وتديرها البنوك المركزية للدول وتختلف عن العملات المشفرة اللامركزية في أنها مركزية بالكامل وتعتبر التزاما على البنك المركزي ومن أهم خصائصها : 

• المركزية فهى التى تصدرها وتديرها البنوك المركزية للدول.

• مدعومة من الدولة فهي تمثل التزام مباشر على البنك المركزي مما يمنحها نفس ثقة العملة الورقية التقليدية.

• الرقابة فهى تسمح للحكومات بمراقبة وتتبع المعاملات بشكل كامل.

• وهى تهدف إلى تحديث أنظمة الدفع وتقليل تكاليف المعاملات وزيادة الشمول المالي.

• أمثلة قيد التطوير أو التجربة: اليوان الرقمي (e-CNY) في الصين واليورو الرقمي المقترح في منطقة اليورو.

3. العملات الافتراضية (Virtual Currencies):

• هي عملات رقمية غير منظمة ولا تخضع لسلطة مركزية أو جهة تنظيمية معينة ويطورها ويتحكم فيها المطورون وفي الغالب تستخدم داخل مجتمعات افتراضية أو ألعاب إلكترونية

• فى الغالب تستخدم العملات الافتراضية داخل بيئات مغلقة مثل ألعاب الفيديو (مثل V-Bucks في Fortnite) أو منصات التواصل الاجتماعي.

• وقد لا تستخدم تقنية البلوكشين أو التشفير بنفس درجة تعقيد العملات المشفرة.

4. العملات المستقرة (Stablecoins):

•وهى مصممة للحفاظ على قيمة مستقرة نسبيا عن طريق ربط قيمتها بأصل مستقر (عادة عملة ورقية مثل الدولار الأمريكي أو سلعة مثل الذهب) وتهدف إلى تقليل التقلبات السعرية الشائعة في العملات المشفرة الأخرى.

• أنواعها:

مدعومة بالعملات الورقية (Fiat-backed Stablecoins): وهى الأكثر شيوعا حيث يتم الاحتفاظ باحتياطيات من العملة الورقية المقابلة لكل وحدة من العملة المستقرة مثل تيثر (Tether - USDT) يو إس دي كوين (USD Coin - USDC).

مدعومة بالسلع (Commodity-backed Stablecoins): وهى التى ترتبط قيمتها بسلع مادية مثل الذهب أو النفط مثل باكس جولد (Pax Gold - PAXG).

مدعومة بالعملات المشفرة (Crypto-backed Stablecoins): وهى التى تدعمها عملات مشفرة أخرى كضمان ولكنها تتطلب عادة ضمانات مفرطة للتعويض عن تقلبات الأصل المشفر مثل داي (Dai - DAI).

خوارزمية (Algorithmic Stablecoins): وهى التى تعتمد على خوارزميات وعقود ذكية للحفاظ على استقرار السعر دون الحاجة إلى احتياطيات مباشرة من الأصول التقليدية ولكنها تحمل مخاطر أعلى.

5. الرموز الرقمية (Tokens)

• الرموز الرقمية أو (Tokens) هي أصول رقمية مبنية على البلوكتشين ولكنها تختلف عن العملات المشفرة التقليدية مثل البيتكوين أو الإيثيريوم في وظيفتها الأساسية بينما تعمل العملات المشفرة كعملات قائمة بذاتها على شبكتها الخاصة فإن الرموز غالبا ما تبنى فوق بلوكتشين موجودة وتستفيد من بنيتها التحتية وأشهرها بلوكتشين الإيثيريوم باستخدام معيار ERC-20.

• على عكس العملات المشفرة التي يكون غرضها الأساسي هو أن تكون وسيلة للتبادل أو مخزن للقيمة فإن الرموز الرقمية تتمتع بمرونة أكبر ويمكن أن تمثل مجموعة واسعة من الأصول أو الحقوق أو الخدمات. يمكنها أن تكون:

وحدة قيمة: تستخدم داخل نظام بيئي محدد مثل رسوم المعاملات أو المكافآت في تطبيق لامركزي (dApp).

تمثيل للأصول: يمكن أن تمثل ملكية أصول حقيقية (مثل العقارات والفن) أو رقمية (مثل أسهم في شركة وحقوق ملكية فكرية).

حقوق الحوكمة: تمنح حامليها القدرة على التصويت على القرارات المتعلقة بتطوير مشروع معين أو بروتوكول لامركزي.

خدمات محددة: تمنح حامليها إمكانية الوصول إلى خدمات أو ميزات معينة ضمن منصة أو تطبيق.

• أنواع الرموز الرقمية الشائعة:

رموز المرافق (Utility Tokens): وهى تمنح حامليها القدرة على الوصول إلى منتج أو خدمة معينة يقدمها المشروع الذي أصدرها مثل رموز Filecoin (FIL) التي يمكن استخدامها لشراء مساحة تخزين على شبكة Filecoin اللامركزية.

رموز الأمن/الاستثمار (Security Tokens): وهي تمثل عقد استثمار في أصل أو شركة وتخضع عادة للوائح الأوراق المالية وتشبه الأسهم التقليدية حيث يمكن أن تمنح حقوق مثل حصة من الأرباح أو حقوق التصويت وتتطلب الامتثال للقوانين واللوائح المالية.

رموز الحوكمة (Governance Tokens): وهى تمنح حامليها حقوق التصويت والمشاركة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتطوير البروتوكولات والتطبيقات اللامركزية مثل رمز UNI لبروتوكول Uniswap الذي يسمح للمجتمع بالتصويت على التغييرات والمقترحات.

الرموز غير القابلة للاستبدال (Non-Fungible Tokens - NFTs): وهى تمثل ملكية فريدة لأصل رقمي أو مادي وكل NFT فريد ولا يمكن استبداله بآخر مكافئ له وتستخدم لتمثيل الفن الرقمي والمقتنيات والموسيقى وعناصر الألعاب وحتى العقارات الافتراضية مثل لوحة فنية رقمية مشفرة، قطعة أرض في metaverse.

ثالثا : كيف تعمل العملات الرقمية وخاصة المشفرة (Cryptocurrencies)

دعنا نفصل كيفية عمل العملات الرقمية مع التركيز على العملات المشفرة كونها النوع الأكثر انتشارا وتعقيدا من الناحية التقنية والعملات المشفرة هي أصول رقمية أو افتراضية تستخدم التشفير لتأمين المعاملات والتحقق من ملكية الأصول وتعمل على شبكات لامركزية بدلا من الاعتماد على سلطة مركزية مثل البنوك أو الحكومات ولفهم كيفية عملها يجب أن نتعرف على المفاهيم الأساسية التي تشكل العملات الرقمية المشفرة وهى:

1. اللامركزية (Decentralization):

هذه هي السمة الجوهرية التي تميز العملات المشفرة عن العملات التقليدية وأنظمة الدفع الأخرى حيث:

• لا يوجد سلطة مركزية على عكس البنوك المركزية أو الحكومات التي تتحكم في العملات الورقية ولا يوجد كيان واحد يمتلك أو يدير شبكة العملات المشفرة.

• شبكة نظير إلى نظير (Peer-to-Peer Network) فالعملات المشفرة تعمل على شبكة موزعة من أجهزة الكمبيوتر تسمى (العقد أو Nodes) حول العالم وكل عقدة تحتفظ بنسخة مطابقة من سجل المعاملات (البلوكشين).

• المقاومة للرقابة فهذا التصميم اللامركزي يجعل من الصعب على أي حكومة أو جهة التدخل في المعاملات أو مصادرة الأصول طالما أن المستخدم يمتلك مفاتيحه الخاصة.

2. البلوكشين (Blockchain): 

البلوكشين هو العمود الفقري للعملات الرقمية المشفرة وهو سجل عام وموزع لجميع المعاملات التي تمت على الشبكة فيمكن تخيلها كدفتر حسابات ضخم ولكن بدلا من أن يكون في حوزة بنك واحد فهو موزع ومشترك بين آلاف أو ملايين أجهزة الكمبيوتر وذلك على النحو التالى :

• الكتل (Blocks): وفيها يتم تجميع المعاملات التي تحدث خلال فترة زمنية معينة أو عند الوصول إلى حد معين من البيانات في (كتلة) هذه الكتلة تحتوي على مجموعة من المعاملات المصدقة.

• السلسلة (Chain): وهي كل كتلة جديدة يتم إنشاؤها تضاف إلى نهاية الكتل السابقة لتشكل (سلسلة) وكل كتلة تحتوي على (تجزئة) (Hash) فريدة للكتلة السابقة مما يربطها بها بشكل لا ينفصم وأي محاولة لتغيير معلومة في كتلة سابقة ستغير تجزئتها وبالتالي تكسر السلسلة وتجعل التغيير واضح ومرفوض من قبل الشبكة.

• الشفافية والثبات: فجميع المعاملات على البلوكشين شفافة ويمكن لأي شخص رؤيتها ولكن عادة لا تكشف عن هويات الأفراد بل عن عناوين المحافظ وبمجرد إضافة الكتلة إلى السلسلة تصبح بياناتها دائمة وغير قابلة للتعديل أو الحذف، مما يضمن سجلًا موثوق به.

3. التشفير (Cryptography): 

فهو حجر الزاوية في الأمان فالتشفير هو علم تأمين الاتصالات والبيانات وهو أساس أمان العملات المشفرة وفيه:

• المفاتيح العامة والخاصة (Public and Private Keys):

المفتاح العام (Public Key): يشبه رقم حسابك البنكي ويمكنك مشاركته مع الآخرين حتى يتمكنوا من إرسال العملات المشفرة إليك.

المفتاح الخاص (Private Key): وهذا هو المفتاح السري الذي يمنحك حق الوصول والتحكم في عملاتك المشفرة ويشبه كلمة المرور أو مفتاح خزنتك من يفقد مفتاحه الخاص يفقد الوصول إلى عملاته.

• التوقيعات الرقمية (Digital Signatures): فعندما ترسل عملة مشفرة فإنك (توقع) على المعاملة رقميا باستخدام مفتاحك الخاص وهذا التوقيع يثبت أنك المالك الشرعي للعملات ويضمن أن المعاملة لم يتم التلاعب بها.

• وظائف التجزئة (Hash Functions): هي خوارزميات رياضية تحول أي إدخال (مثل البيانات في كتلة) إلى سلسلة ثابتة الطول من الأحرف والأرقام وأي تغيير بسيط في الإدخال يؤدي إلى تجزئة مختلفة تماما. هذا يستخدم لربط الكتل ببعضها البعض وتأمين سلامة البيانات.

4. آليات التوافق (Consensus Mechanisms): 

وهو كيفية الاتفاق على صحة السجل فبما أن الشبكة لامركزية يجب أن تتفق العقد على صحة المعاملات وترتيبها وتحديث سجل البلوكشين وهناك آليتان رئيسيتان:

• إثبات العمل (Proof of Work - PoW): وتستخدمها البيتكوين ولايتكوين وغيرها حيث يتم ذلك من خلال:

المنافسة والحل: يقوم المعدّنون (Miners) باستخدام قوة حوسبة ضخمة (أجهزة كمبيوتر متخصصة) لحل مشكلة رياضية معقدة وهذه المشكلة تتطلب محاولات عشوائية كثيرة (عملا) للعثور على الحل.

إنشاء الكتلة: أول معدّن يجد الحل الصحيح يضيف الكتلة التالية من المعاملات إلى البلوكشين ويبثها إلى الشبكة.

المكافأة: يكافأ المعدّن الناجح بكمية محددة من العملة المشفرة الجديدة وهى عملات يتم إنشاؤها كجزء من البروتوكول بالإضافة إلى رسوم المعاملات من المستخدمين.

الأمان: هذا يتطلب استهلاك هائل للطاقة ولكنه يجعل الشبكة آمنة للغاية ضد الهجمات ذات الـ 51% (حيث يحاول كيان واحد السيطرة على غالبية قوة الحوسبة لتغيير السجل) لأنه مكلف للغاية وغير عملي.

• إثبات الحصة (Proof of Stake - PoS): وتستخدمها الإيثريوم وكاردانو وسولانا وغيرها وذلك من خلال:

المدققون والحصص: بدلا من المنافسة الحاسوبية يقوم المشاركون ويطلق عليهم (المدققون أو Validators) بحجز أو إيداع كمية معينة من العملة المشفرة الخاصة بهم كحصة أو ضمان.

الاختيار العشوائي: يتم اختيار المدقق الذي سيقوم بإضافة الكتلة التالية بشكل شبه عشوائي ولكن بفرص أعلى للمدققين الذين يمتلكون حصص أكبر أو الذين ظلوا نشطين لفترة أطول.

المكافأة: المدققون الذين يضيفون كتل صالحة يكافأون برسوم المعاملات وفي بعض الحالات بعملات جديدة.

الكفاءة: يعتبر PoS أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة من PoW لأنه لا يتطلب قوة حوسبة هائلة فالأمان يعتمد على الاقتصاد وإذا حاول المدققون الغش فإن حصصهم يمكن مصادرتها.

5. المحافظ الرقمية (Digital Wallets):

المحفظة الرقمية هي برنامج أو جهاز يسمح لك بتخزين وإدارة العملات المشفرة ومن المهم أن نفهم أن المحفظة لا تخزن العملات المشفرة نفسها الموجودة على البلوكشين بل تخزن مفاتيحك الخاصة التي تمنحك حق الوصول والتحكم في عملاتك على البلوكشين.

أنواع المحافظ:

• المحافظ الساخنة (Hot Wallets): وهى متصلة بالإنترنت مثل محافظ تطبيقات الهاتف المحمول ومحافظ الويب التي تقدمها منصات التداول وهي سهلة الاستخدام لكنها أكثر عرضة للقرصنة.

• المحافظ الباردة (Cold Wallets): وهي غير متصلة بالإنترنت مثل محافظ الأجهزة Hardware Wallets التي تشبه فلاشة USB أو المحافظ الورقية وهي توفر أمان عالي لأنها لا تتعرض للإنترنت.

رابعا : طرق الربح من العملات الرقمية المشفرة (Cryptocurrencies)

يمكنك الربح من العملات الرقمية المشفرة بعدة طرق بعضها يتطلب معرفة عميقة بالسوق وتقلباته وبعضها الآخر يوفر دخلا سلبيا ومن المهم جدا البدء بمبلغ صغير لا تتجاوز خسارته قدرتك وتذكر دائما أن سوق العملات المشفرة شديد التقلب ويحمل مخاطر عالية وإليك أبرز طرق الربح من العملات الرقمية المشفرة:

1. التداول (Trading):

وهذه هي الطريقة الأكثر شيوعا والأكثر نشاطا وتعتمد على المضاربة على تحركات أسعار العملات المشفرة ويتم ذلك من خلال:

• الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع (Buy Low, Sell High): وهو المبدأ الأساسي للتداول ويتطلب تحليل فني وأساسي للسوق لتوقع حركة الأسعار.

• التداول اليومي (Day Trading): وهو شراء وبيع العملات المشفرة في نفس اليوم للاستفادة من التقلبات الصغيرة في الأسعار ويتطلب وقت وجهد كبيرين.

• التداول المتأرجح (Swing Trading): وهو الاحتفاظ بالعملات المشفرة لأيام أو أسابيع للاستفادة من التحركات السعرية الأكبر.

• الرافعة المالية (Leverage Trading): وهو تداول بمبالغ أكبر من رأس المال الخاص بك عن طريق اقتراض المال وهذه الطريقة تزيد من الأرباح المحتملة بشكل كبير ولكنها تزيد أيضا من المخاطر والخسائر المحتملة ولا ينصح بها للمبتدئين.

2. الاستثمار طويل الأجل (HODLing / Long-Term Investing):

وهذه الطريقة تعني شراء العملات المشفرة والاحتفاظ بها لفترة طويلة (سنوات في بعض الأحيان) على أمل أن تزداد قيمتها بشكل كبير بمرور الوقت ويتم ذلك عن طريق:

• اختيار العملات القوية: فيعتمد النجاح في هذه الطريقة على البحث الدقيق واختيار العملات المشفرة ذات المشاريع القوية والمستقبل الواعد (مثل البيتكوين والإيثريوم).

• تحمل التقلبات: وهو يتطلب صبر وقدرة على تحمل التقلبات السعرية الكبيرة على المدى القصير.

3. التعدين (Mining):

وهو عملية استخدام قوة حاسوبية لحل مسائل رياضية معقدة لتأكيد المعاملات على شبكة البلوكشين وإضافة كتل جديدة ويتم ذلك من خلال:

• تعدين البيتكوين والإيثريوم: سابقا كان التعدين للبيتكوين والإيثريوم شائعا ولكنه أصبح يتطلب معدات متخصصة باهظة الثمن (ASICs) واستهلاك هائل للطاقة مما يجعله صعب ومكلف للأفراد فقد تحولت الإيثريوم إلى إثبات الحصة (PoS).

• تعدين العملات البديلة (Altcoin Mining): لا تزال بعض العملات المشفرة الأصغر حجما يمكن تعدينها باستخدام أجهزة كمبيوتر عادية أو بطاقات رسومية قوية (GPUs).

• التعدين السحابي (Cloud Mining): وهو استئجار قوة تعدين من مراكز بيانات كبيرة وقد تكون هذه الطريقة أسهل للمبتدئين لأنها لا تتطلب شراء وصيانة المعدات ولكن يجب الحذر من عمليات الاحتيال والتأكد من سمعة مزود الخدمة.

4. التخزين (Staking):

• وتستخدم هذه الطريقة في العملات المشفرة التي تعتمد على آلية إثبات الحصة (Proof of Stake - PoS) حيث تقوم بحجز كمية من العملات المشفرة الخاصة بك في محفظة لدعم أمان وتشغيل الشبكة ومقابل هذا الدعم تحصل على مكافآت (عملات إضافية) بشكل دوري كالفائدة على الودائع البنكية.

• عملات شائعة للستاكينغ: الإيثريوم (بعد الدمج The Merge) وكاردانو (ADA) وبولكادوت (DOT) وسولانا (SOL).

• ويعتبر الستاكينغ طريقة رائعة للحصول على دخل سلبي من العملات المشفرة التي تمتلكها.

5. الزراعة الإنتاجية / مزارع العائدات (Yield Farming):

وتعتبر جزءا من التمويل اللامركزي (DeFi) وتتضمن إقراض أو قفل العملات المشفرة في بروتوكولات DeFi لكسب رسوم أو مكافآت ويتم ذلك من خلال:

• توفير السيولة (Liquidity Provision): توفير زوج من العملات المشفرة لمنصة تداول لامركزية (DEX) مثل Uniswap أو PancakeSwap لتسهيل التداول للمستخدمين الآخرين وفي المقابل تحصل على رسوم من كل معاملة تتم باستخدام السيولة التي قدمتها بالإضافة إلى رموز مكافآت.

• الإقراض والاقتراض (Lending & Borrowing): إقراض عملاتك المشفرة للمقترضين عبر منصات DeFi للحصول على فائدة أو الاقتراض مقابل ضمانات لزيادة حيازتك أو استخدامها لأغراض أخرى.

6. التمويل اللامركزي (DeFi):

والتمويل اللامركزي هو نظام مالي مفتوح ومتاح للجميع مبني على البلوكشين فبالإضافة إلى الزراعة الإنتاجية والستاكينغ يمكن الربح من DeFi من خلال:

• توفير السيولة (Liquidity Pools): وضع الأصول في مجمعات سيولة والحصول على جزء من رسوم المعاملات.

• القروض السريعة (Flash Loans): وهي قروض غير مضمونة تتم الموافقة عليها وتسويتها ضمن نفس كتلة البلوكشين وتستخدم عادة لأغراض المراجحة (Arbitrage).

• المراجحة (Arbitrage): الاستفادة من فروق الأسعار الصغيرة لنفس العملة بين منصات تداول مختلفة.

7. الرموز غير القابلة للاستبدال (NFTs):

والرموز غير القابلة للاستبدال هي أصول رقمية فريدة ومملوكة على البلوكشين مثل الأعمال الفنية الرقمية والموسيقى وعناصر الألعاب وهى تتم من خلال:

• الشراء والبيع (Trading): شراء NFT على أمل أن ترتفع قيمتها بمرور الوقت وبيعها بسعر أعلى.

• إنشاء وبيع NFTs (Minting and Selling): إذا كنت فنان أو مبدع يمكنك إنشاء فنون رقمية أو مجموعات NFT وبيعها.

• الألعاب القائمة على NFTs (Play-to-Earn Games): بعض الألعاب تتيح للاعبين ربح NFTs أو عملات مشفرة داخل اللعبة يمكن بيعها في الأسواق الثانوية.

8. الاكتتابات الأولية (Initial Coin Offerings - ICOs) / اكتتابات التبادل الأولية (IEOs) / اكتتابات العرض الأولي اللامركزي (IDOs):

وهي طرق لجمع التمويل للمشاريع الجديدة في مجال العملات المشفرة وذلك من خلال :

• المشاركة المبكرة وهى شراء الرموز الجديدة لمشروع ناشئ بسعر منخفض قبل إدراجها في البورصات الكبيرة وإذا نجح المشروع فقد ترتفع قيمة هذه الرموز بشكل كبير.

• هذه الطريقة تنطوي على مخاطر عالية جدا حيث أن العديد من المشاريع تفشل أو تكون عمليات احتيال. تتطلب بحث دقيق للغاية.

9. برامج الإحالة والترويج (Referral Programs and Affiliation):

العديد من منصات التداول والمشاريع تقدم برامج إحالة تكافئك على دعوة مستخدمين جدد.

نصائح مهمة قبل البدء فى استخدام طرق الربح من العملات الرقمية المشفرة:

1. البحث الدقيق (Do Your Own Research - DYOR): لا تستثمر أبدا في عملة أو مشروع دون فهم كامل له واقرأ الورقة البيضاء (Whitepaper) وافهم التكنولوجيا والفريق والمشروع.

2. إدارة المخاطر:

• لا تستثمر أكثر مما يمكنك تحمل خسارته.

• لا تضع كل أموالك في عملة واحدة فوزع استثماراتك على عدة عملات مختلفة.

• استخدام أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss Orders) ففي التداول يمكن أن تساعدك هذه الأوامر في الحد من الخسائر المحتملة.

3. الأمان: استخدم محافظ آمنة لتخزين عملاتك وفعل المصادقة الثنائية (2FA) على جميع حساباتك.

4. البدء بمبلغ صغير خاصة إذا كنت مبتدئ.

5. البقاء على اطلاع فسوق العملات المشفرة يتطور بسرعة لذا من المهم متابعة الأخبار والتطورات باستمرار.

خامسا : مميزات العملات الرقمية وخاصة العملات المشفرة (Cryptocurrencies)

تتمتع العملات الرقمية وخاصة العملات المشفرة بعدة مميزات جعلتها تحظى باهتمام كبير وتتبنى بشكل متزايد في جميع أنحاء العالم وهذه المميزات تمثل تحول نموذجي عن الأنظمة المالية التقليدية وهي:

1. اللامركزية (Decentralization): حيث

• غياب الوسيط: فلا توجد سلطة مركزية تتحكم في العملة مثل البنوك المركزية أو الحكومات وهذا يعني أنه لا يمكن لأي كيان واحد التلاعب بالعملة أو فرض قيود على المعاملات، أو مصادرة الأموال.

• السيطرة الكاملة للمستخدم: حيث يمتلك المستخدمون التحكم الكامل في أموالهم ومفاتيحهم الخاصة.

• مقاومة الرقابة: حيث يصعب على الحكومات أو الكيانات الأخرى فرض رقابة على المعاملات أو حظرها.

2. الأمان العالي (High Security): حيث

• التشفير (Cryptography): حيث تستخدم العملات المشفرة خوارزميات تشفير متقدمة لتأمين المعاملات وحماية هويات المستخدمين.

• البلوكشين (Blockchain): حيث يتم تسجيل جميع المعاملات على البلوكشين بطريقة مشفرة ومرتبطة مما يجعلها غير قابلة للتغيير أو التزوير بمجرد إضافتها.

• لا يوجد نقطة فشل واحدة: فنظرا لتوزيع السجل على آلاف العقد فإنه من الصعب جدا اختراق النظام بأكمله على عكس الأنظمة المركزية التي قد تكون عرضة لنقطة فشل واحدة.

3. السرعة والكفاءة (Speed and Efficiency): حيث

• معاملات فورية: فيمكن إرسال واستقبال العملات المشفرة في غضون ثواني أو دقائق بغض النظر عن الموقع الجغرافي وهذا أسرع بكثير من التحويلات البنكية التقليدية التي قد تستغرق أياما.

• رسوم منخفضة: في الغالب تكون رسوم المعاملات في العملات المشفرة أقل بكثير من الرسوم التي تفرضها البنوك أو شركات تحويل الأموال خاصة في المعاملات الدولية.

4. الشفافية (Transparency): حيث

• دفتر حسابات عام: فجميع المعاملات مسجلة على البلوكشين العام ويمكن لأي شخص رؤيتها والتحقق منها. هذا يزيد من الشفافية ويقلل من فرص الاحتيال أو الفساد.

• إخفاء الهوية الجزئي: فعلى الرغم من أن المعاملات عامة إلا أن هويات الأطراف تكون مجهولة  ولكن تظهر كعناوين محافظ بدلا من أسماء شخصية.

5. مقاومة التضخم (Inflation Resistance): حيث

• الحد الأقصى للإصدار: فالعديد من العملات المشفرة مثل البيتكوين لها حد أقصى لعدد الوحدات التي يمكن إنشاؤها (21 مليون بيتكوين) وهذا النقص المبرمج يحمي قيمتها من التضخم الناتج عن طباعة النقود بشكل غير محدود من قبل الحكومات.

• الندرة الرقمية: حيث تخلق هذه الندرة الرقمية قيمة للعملة مشابهة للمعادن الثمينة مثل الذهب.

6. إمكانية الوصول والشمول المالي (Accessibility and Financial Inclusion): حيث

• لا تحتاج إلى حساب بنكي: فيمكن لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت وهاتف ذكي أو جهاز كمبيوتر استخدام العملات المشفرة بغض النظر عما إذا كان لديه حساب بنكي تقليدي أم لا.

• خدمة غير البنكيين: توفر العملات المشفرة حلول مالية لمئات الملايين من الأشخاص حول العالم الذين لا يملكون حسابات مصرفية مما يمكنهم من المشاركة في الاقتصاد الرقمي.

• التحويلات عبر الحدود: تسهل التحويلات المالية الدولية للأفراد والشركات برسوم أقل وسرعة أكبر مما يعود بالنفع على العمالة المهاجرة والشركات العالمية.

7. الابتكار والبرمجة (Innovation and Programmability): حيث

• العقود الذكية (Smart Contracts): حيث تسمح منصات مثل الإيثريوم بإنشاء عقود ذكية هي اتفاقيات ذاتية التنفيذ يتم ترميزها على البلوكشين وهذه العقود يمكن أن تنفذ شروطها تلقائيا دون الحاجة إلى وسطاء مما يفتح الباب أمام تطبيقات مالية جديدة تماما (DeFi) وأكثر من ذلك.

• التطبيقات اللامركزية (dApps): فيمكن بناء تطبيقات لامركزية على البلوكشين والتي تعمل دون الحاجة إلى سلطة مركزية مما يوفر خدمات أكثر مرونة وابتكار في مجالات مثل الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعي وإدارة الهوية.

8. التحكم الذاتي والصيانة المستدامة: 

• حيث يتم تخزين المعاملات والتحقق منها بواسطة شبكة من المشاركين (المعدّنين أو المدققين) الذين يكافأون بالعملة نفسها وهذا يخلق حافز للحفاظ على دقة السجلات وتحديثها مما يضمن سلامة العملة واستدامتها بطريقة لامركزية.

بشكل عام تقدم العملات الرقمية نموذج جديد للمال والخدمات المالية يتميز بالمرونة والأمان والشفافية والكفاءة ويعد بتمكين الأفراد بشكل أكبر في إدارة أصولهم ومع ذلك من المهم الإشارة إلى أن هناك أيضا تحديات وعيوب للعملات الرقمية المشفرة يجب مراعاتها 

سادسا: تحديات وعيوب للعملات الرقمية المشفرة (Cryptocurrencies)

على الرغم من المزايا العديدة التي تقدمها العملات الرقمية المشفرة إلا أنها تواجه أيضا مجموعة من التحديات والعيوب الهامة التي تؤثر على تبنيها واستقرارها وقبولها على نطاق واسع ومن أبرز هذه التحديات والعيوب:

1. التقلبات السعرية الشديدة (High Volatility): حيث 

• خطر الاستثمار: تعرف العملات المشفرة بتقلباتها الحادة وغير المتوقعة في الأسعار ويمكن أن ترتفع قيمتها أو تنخفض بشكل كبير خلال ساعات أو أيام قليلة مما يجعلها استثمار عالي المخاطر للغاية وغير مناسب للمستثمرين الذين لا يتحملون المخاطرة العالية.

• عدم الاستقرار كوسيلة للدفع: هذه التقلبات تجعلها غير عملية كوسيلة مستقرة للدفع أو تخزين القيمة للاستخدام اليومي حيث قد تتغير قوة شرائك بشكل كبير بين لحظة الشراء ولحظة الدفع.

2. المخاطر الأمنية وقابلية القرصنة (Security Risks and Hacking): حيث 

• اختراق المنصات والمحافظ: على الرغم من أن تقنية البلوكشين نفسها آمنة للغاية إلا أن منصات تداول العملات المشفرة والمحافظ الرقمية التي تخزن مفاتيحك الخاصة يمكن أن تكون أهداف للمتسللين وقد حدثت العديد من الاختراقات الكبيرة التي أدت إلى خسارة ملايين الدولارات من أموال المستخدمين.

• المفتاح الخاص هو كل شيء: إذا فقدت مفتاحك الخاص أو تم سرقته فلا توجد طريقة لاستعادة عملاتك المشفرة ولا يوجد بنك مركزي أو سلطة مركزية يمكنك الاتصال بها للمساعدة.

• التصيد الاحتيالي والبرمجيات الخبيثة: يتعرض المستخدمون لخطر الوقوع ضحايا لعمليات التصيد الاحتيالي (Phishing) والبرمجيات الخبيثة التي تهدف إلى سرقة مفاتيحهم الخاصة أو بيانات اعتمادهم.

3. التحديات التنظيمية وعدم اليقين القانوني (Regulatory Challenges and Legal Uncertainty): حيث

• غياب الإطار القانوني الواضح: تفتقر العديد من الدول إلى تشريعات واضحة ومنظمة للعملات المشفرة. هذا يخلق حالة من عدم اليقين للمستثمرين والشركات وقد يؤدي إلى تغييرات مفاجئة في القوانين بما في ذلك حظر التداول أو فرض ضرائب باهظة.

• مخاوف غسيل الأموال وتمويل الإرهاب: طبيعة العملات المشفرة اللامركزية وإمكانية إخفاء الهوية تجعلها جذابة للاستخدام في الأنشطة غير القانونية مثل غسيل الأموال وتمويل الإرهاب مما يثير مخاوف الحكومات ويؤدي إلى تشديد الرقابة.

• الحماية القانونية المحدودة: في حالة الاحتيال أو السرقة أو فشل منصة تداول في الغالب يجد المستخدمون أنفسهم بدون حماية قانونية أو آليات تعويض مقارنة بالأنظمة المالية التقليدية.

4. التعقيد الفني وصعوبة الاستخدام (Technical Complexity and Usability): حيث

• الحاجة إلى المعرفة التقنية: فيتطلب استخدام العملات المشفرة فهم لبعض المفاهيم التقنية مثل البلوكشين والمفاتيح الخاصة والمحافظ الرقمية وهذا قد يشكل عائق أمام المستخدمين العاديين.

• المعاملات غير قابلة للإرجاع: إذا أرسلت عملة مشفرة إلى عنوان خاطئ فلا توجد طريقة لإلغاء المعاملة أو استرداد الأموال وهذا يتطلب دقة عالية من المستخدم.

5. قابلية التوسع (Scalability): حيث

• عدد المعاملات في الثانية: بعض شبكات العملات المشفرة القديمة مثل البيتكوين لديها قدرة محدودة على معالجة عدد المعاملات في الثانية مقارنة بأنظمة الدفع التقليدية (مثل Visa أو MasterCard) وهذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع رسوم المعاملات وبطء في أوقات التأكيد خلال فترات الازدحام.

• التحدي التقني: على الرغم من أن هناك جهود مستمرة لتحسين قابلية التوسع مثل شبكة البرق للبيتكوين أو انتقال الإيثريوم إلى إثبات الحصة إلا أنها لا تزال تمثل تحدي كبير أمام تبني واسع النطاق.

6. السيطرة من قبل عدد قليل من المستثمرين (Whale Control):

• فعلى الرغم من الطبيعة اللامركزية فإن جزءا كبير من المعروض من بعض العملات المشفرة يتركز في أيدي عدد قليل من المستثمرين الكبار (يطلق عليهم الحيتان) ويمكن لتحركات هؤلاء الحيتان أن تؤثر بشكل كبير على أسعار السوق.

7. الوعي والقبول العام المحدود (Limited Public Awareness and Adoption):

• على الرغم من الانتشار لا تزال العملات المشفرة غير مقبولة على نطاق واسع كوسيلة دفع في المتاجر والخدمات اليومية مقارنة بالعملات التقليدية وهذا يحد من فائدتها العملية لكثير من الناس.

باختصار العملات الرقمية المشفرة هي تقنية واعدة ولكنها لا تزال في مراحل مبكرة من التطور وتواجه تحديات كبيرة تتطلب حلول تقنية وتنظيمية وتعليمية لكي تحقق إمكاناتها الكاملة.

الخاتمة 

شعار موقعنا دائما اقرأ – نفذ – اكسب – شارك نتمنى أن ينال الموضوع إعجاب حضرتكم إن أعجبكم الموضوع فشاركوه لتعم الفائدة أو اترك تعليقا لتحفيزنا على الاستمرار وشكرا لمروركم الكريم

تعديل المقال