ليست مجرد "شراء وبيع": دليلك لأفضل إستراتيجيات الربح من تداول العملات المشفرة

How to profit from cryptocurrency trading

هل سحرتك قصص الأرباح الخيالية في سوق العملات المشفرة وهل تتساءل كيف يمكنك أن تصبح جزءا من هذا العالم المثير الذي لا ينام؟ في سوق العملات المشفرة بتقلباته السريعة وفرصه اللامحدودة مفتاح النجاح هو أن تمتلك استراتيجيات تداول مدروسة ومختبرة فبدون خارطة طريق واضحة قد تجد نفسك تائها فى هذا العالم 

وهذه الاستراتيجيات هي مناهج منظمة تعتمد على التحليل وإدارة المخاطر والانضباط سواء كنت مستثمر صبور يرى المستقبل البعيد للعملات الرقمية أو مضارب سريع يستفيد من أصغر التقلبات فإن هناك استراتيجية تناسب أسلوبك وشخصيتك.

فدعنا نكشف لك الستار عن أهم أنواع استراتيجيات التداول التي يستخدمها المحترفون للربح من سوق العملات المشفرة ونمنحك نظرة شاملة على كيفية عمل كل منها متى تستخدمها وما هي المخاطر التي قد تواجهها جهز نفسك لاكتشاف الأدوات التي ستمكنك من تحويل إهتمامك بالعملات المشفرة إلى فرص ربحية حقيقية

استراتيجيات التداول للربح من العملات المشفرة

Trading strategies to profit from cryptocurrencies

أصبح عالم العملات المشفرة جاذبا للكثيرين لما يوفره من فرص للربح ويعد التداول أحد أبرز وأكثر الطرق شيوعا لتحقيق الأرباح في هذا المجال ويعتمد التداول على شراء العملات المشفرة بسعر منخفض وبيعها بسعر أعلى لتحقيق مكاسب من فروقات الأسعار ومع ذلك فإن هذا المجال يحمل في طياته مخاطر كبيرة ويتطلب فهم عميق للسوق واستراتيجيات مدروسة.

فهم أساسيات التداول في العملات المشفرة

تعتبر العملات المشفرة مثل البيتكوين (Bitcoin) والإيثيريوم (Ethereum) أصول رقمية تتسم بالتقلبات السعرية الكبيرة مما يجعلها مثالية للتداول بالنسبة للمضاربين ولفهم كيفية الربح من التداول يجب أن ندرك الآليات الأساسية:

• التحليل الفني (Technical Analysis): وهو يعتمد على دراسة الرسوم البيانية للأسعار والأنماط التاريخية لتوقع التحركات المستقبلية ويستخدم المتداولون مؤشرات مختلفة مثل متوسطات الحركة (Moving Averages) ومؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر الماكد (MACD) لاتخاذ قرارات التداول.

• التحليل الأساسي (Fundamental Analysis): وهو يركز على العوامل التي تؤثر على قيمة العملة المشفرة مثل التطورات التقنية للمشروع والشراكات الجديدة والأخبار التنظيمية ومعدلات التبني.

• إدارة المخاطر (Risk Management): وهي حجر الزاوية في التداول الناجح فهى تشمل تحديد حجم الصفقة المناسب ووضع أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss) للحد من الخسائر المحتملة وتحديد أهداف جني الأرباح (Take-Profit).

وللربح من العملات المشفرة يعتمد المتداولون على مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات التي تتناسب مع أهدافهم مستوى تحمل المخاطر والوقت المتاح لديهم ومن أهم وأشهر هذه الاستراتيجيات :

أولا : الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية التداول اليومي

Profit from cryptocurrency trading using a day trading strategy

التداول اليومي هو استراتيجية تداول يقوم فيها المتداولون بفتح وإغلاق صفقاتهم خلال نفس يوم التداول والهدف هو الاستفادة من التقلبات السعرية الصغيرة والمتوسطة التي تحدث على مدار ساعات أو حتى دقائق وتحقيق أرباح متكررة من هذه الحركات ففي سوق العملات المشفرة الذي يعمل 24/7 غالبا ما يقصد باليوم هنا دورة تداول واحدة (مثل 24 ساعة من الفتح إلى الإغلاق) أو ببساطة إغلاق جميع المراكز المفتوحة قبل نهاية اليوم.

على عكس المستثمرين على المدى الطويل الذين يحتفظون بأصولهم لشهور أو سنوات أو المتداولين المتأرجحين الذين يحتفظون بالصفقات لأيام فإن المتداول اليومي لا يحمل أي مراكز مفتوحة إلى اليوم التالي وهذا يقلل من مخاطر التعرض للأخبار الليلية أو الفجوات السعرية الكبيرة التي قد تحدث أثناء عدم مراقبة السوق.

سبب الاقبال على التداول اليومي للربح من العملات المشفرة

1. التقلبات العالية: سوق العملات المشفرة مشهور بتقلباته الهائلة فعملة مثل البيتكوين أو الإيثيريوم يمكن أن تتحرك بنسبة 5% أو 10% أو حتى أكثر في يوم واحد مما يوفر فرص متعددة للدخول والخروج وتحقيق الأرباح.

2. الرافعة المالية: العديد من منصات تداول العملات المشفرة تقدم خيارات الرافعة المالية مما يسمح للمتداولين بفتح صفقات أكبر برأس مال أقل وبالتالي تضخيم الأرباح المحتملة ولكن كذلك الخسائر.

3. السيولة العالية: العملات المشفرة الكبرى مثل البيتكوين والإيثيريوم تتمتع بسيولة عالية مما يعني سهولة الشراء والبيع دون التأثير بشكل كبير على السعر.

4. الاستفادة من الاتجاهات القصيرة: يمكن للمتداول اليومي الاستفادة من الاتجاهات الصاعدة والهابطة على حد سواء سواء كان بالشراء في الأسواق الصاعدة أو بالبيع على المكشوف (Short Selling) في الأسواق الهابطة.

كيف تعمل استراتيجية التداول اليومي للربح

تعتمد هذه الاستراتيجية بشكل أساسي على التحليل الفني (Technical Analysis) وذلك من خلال:

1. مراقبة الرسوم البيانية قصيرة الأجل: يستخدم المتداول اليومي الرسوم البيانية على أطر زمنية قصيرة جدا مثل مخططات الدقيقة الواحدة والخمس دقائق والخمسة عشر دقيقة لتحديد نقاط الدخول والخروج الدقيقة.

2. تحديد مستويات الدعم والمقاومة: هذه هي النقاط السعرية التي يتوقع أن يتوقف السعر عندها أو ينعكس منها والشراء  فى الغالب يتم بالقرب من مستويات الدعم والبيع بالقرب من مستويات المقاومة.

3. استخدام المؤشرات الفنية: يعتمد المتداولون على مؤشرات مثل:

• متوسطات الحركة (Moving Averages): لتحديد الاتجاه العام وتأكيد نقاط الدخول والخروج.

• مؤشر القوة النسبية (RSI): لتحديد ما إذا كانت العملة في منطقة ذروة الشراء (Overbought) أو ذروة البيع (Oversold).

• مؤشر الماكد (MACD): لتحديد زخم السعر وإشارات الانعكاس المحتملة.

• أحجام التداول (Volume): لتأكيد قوة حركة السعر.

4. البحث عن الأنماط: يبحث المتداولون عن أنماط الشموع اليابانية (مثل المطرقة والدوجي والابتلاع) وأنماط الرسوم البيانية (مثل الرأس والكتفين والمثلثات) التي تشير إلى استمرارية الاتجاه أو انعكاسه.

5. تنفيذ أوامر محددة: يستخدم المتداولون أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss orders) للحد من الخسائر المحتملة في حال تحرك السوق ضدهم وأوامر جني الأرباح (Take-Profit orders) لإغلاق الصفقات تلقائيا عند تحقيق الهدف الربحي.

تحديات ومخاطر التداول اليومي

على الرغم من إمكانات الربح من التداول اليومي لكنه ينطوي على مخاطر كبيرة مثل:

1. الضغط النفسي والتوتر: يتطلب اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط، مما قد يؤدي إلى الإرهاق العاطفي والقرارات المتسرعة.

2. حاجز التعلم المرتفع: يتطلب فهم عميق للتحليل الفني وإدارة المخاطر وسلوك السوق.

3. الخسائر السريعة: التقلبات العالية التي توفر فرص الربح يمكن أن تؤدي أيضا إلى خسائر كبيرة وسريعة إذا لم تتم إدارة الصفقات بحذر.

4. الرسوم (Fees): عدد كبير من الصفقات يعني تراكم رسوم التداول مما قد يقلل من صافي الأرباح.

5. المنافسة: أنت تتنافس مع متداولين محترفين يستخدمون أدوات متقدمة وخوارزميات تداول.

نصائح أساسية للنجاح في التداول اليومي

إذا كنت تفكر في التداول اليومي إليك بعض النصائح الحيوية:

1. ابدأ صغير: فلا تخاطر برأس مال كبير في البداية ولكن ابدأ بمبلغ صغير يمكنك تحمل خسارته بالكامل.

2. التعليم المستمر: استثمر وقت وجهد في تعلم التحليل الفني وقراءة الرسوم البيانية وفهم المؤشرات وتطوير استراتيجيتك الخاصة.

3. إدارة المخاطر الصارمة:

• حدد حجم الصفقة: لا تخاطر بأكثر من 1-2% من رأس مالك في صفقة واحدة.

• استخدم أوامر وقف الخسارة دائما: هذا يحمي رأس مالك من الخسائر الكبيرة غير المتوقعة.

• لا تبالغ في استخدام الرافعة المالية: على الرغم من أنها تزيد الأرباح فإنها تزيد الخسائر بنفس القدر.

• التزم بخطة التداول: قم بتطوير خطة تداول تحدد نقاط الدخول والخروج وأهداف الربح وأوامر وقف الخسارة قبل فتح أي صفقة.

• التزم بالانضباط: تجنب التداول العاطفي فالخوف والطمع هما أعداء المتداول اليومي.

• مارس على حساب تجريبي: قبل التداول بأموال حقيقية تدرب على حساب تجريبي (Paper Trading) تقدمه بعض المنصات.

• راقب الأخبار: على الرغم من أن التداول اليومي يعتمد على التحليل الفني إلا أن الأخبار العاجلة قد تؤثر بشكل كبير ومفاجئ على الأسعار.

التداول اليومي للعملات المشفرة يمكن أن يكون مسار مربح لكنه يتطلب التزام كبير بالتعلم والانضباط والقدرة على التعامل مع الضغط فهو ليس طريقا مختصرا للثراء بل هو مهنة تتطلب مهارة وممارسة مستمرة.

ثانيا : الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية المضاربة السريعة (Scalping)

Profit from cryptocurrency trading using the scalping strategy

تعد المضاربة السريعة (Scalping) واحدة من أكثر استراتيجيات التداول كثافة وسرعة في عالم العملات المشفرة وهي ليست لضعاف القلوب بل هي مصممة للمتداولين الذين يتمتعون بتركيز عالي وقدرة على اتخاذ قرارات فورية وانضباط صارم والهدف من المضاربة السريعة هو تحقيق أرباح صغيرة جدا من فروقات أسعار ضئيلة ولكن على عدد كبير جدا من الصفقات بحيث تتراكم هذه الأرباح الصغيرة لتشكل مكاسب كبيرة في نهاية اليوم.

المبدأ الأساسي فى المضاربة السريعة (Scalping)

المضاربون السريعون لا يهدفون إلى تحقيق أرباح كبيرة من كل صفقة فردية بدلا من ذلك يركزون على:

• الكمية: وهي فتح وإغلاق عشرات أو حتى مئات الصفقات بشكل يومي.

• الربح الصغير: وهوالحصول على نقطة أو اثنتين من فرق السعر في كل صفقة.

كيف تعمل المضاربة السريعة في العملات المشفرة

لتطبيق استراتيجية المضاربة السريعة بفعالية يحتاج المتداول إلى فهم عدة جوانب رئيسية وهي :

1. التركيز على السيولة العالية (High Liquidity):

• يختار المضاربون السريعون دائما العملات المشفرة ذات السيولة العالية وأحجام التداول الكبيرة مثل البيتكوين أو الإيثيريوم فهذه العملات تسمح لهم بالدخول والخروج من الصفقات بسرعة دون التأثير بشكل كبير على السعر وتضمن وجود مشترين وبائعين دائما.

• كما أن العملات ذات السيولة المنخفضة قد تجعل من الصعب تنفيذ الأوامر بالأسعار المستهدفة مما يقلل من فعالية الاستراتيجية.

2. استخدام الأطر الزمنية القصيرة جدا:

• حيث تتم مراقبة الرسوم البيانية على فترات زمنية مثل دقيقة واحدة أو خمس دقائق وهذه الأطر تكشف عن أصغر التحركات السعرية التي يمكن استغلالها فمثلا الشموع اليابانية ومؤشرات التحليل الفني يتم قرائتها بسرعة لتحديد نقاط الدخول والخروج.

3. الاعتماد على التحليل الفني البسيط والمباشر:

• حيث لا يعتمد المضاربون السريعون على التحليل الأساسي المعقد أو الأخبار طويلة الأجل ولكن تركيزهم ينصب على التحليل الفني اللحظي.

• أدوات شائعة الاستخدام:

مستويات الدعم والمقاومة (Support and Resistance): لتحديد المناطق التي قد يرتد منها السعر.

المتوسطات المتحركة (Moving Averages): لتحديد الاتجاهات قصيرة الأجل بسرعة.

مؤشرات الزخم (Momentum Indicators): مثل مؤشر القوة النسبية (RSI) أو مؤشر الاستوكاستيك (Stochastic Oscillator) لتحديد مناطق ذروة الشراء والبيع قصيرة الأجل.

أحجام التداول (Volume): لتأكيد قوة الحركة السعرية.

دفتر الأوامر (Order Book): لمراقبة أوامر الشراء والبيع المعلقة وتحديد مستويات العرض والطلب الفورية.

4. التنفيذ السريع والدقيق للأوامر:

• فكل جزء من الثانية مهم ولذلك يجب أن يكون المتداول قادرا على وضع أوامر الشراء والبيع بسرعة فائقة وفى الغالب يتم استخدام أوامر السوق (Market Orders) للتنفيذ الفوري ولكن مع الحذر من الانزلاق السعري (Slippage) في الأسواق المتقلبة.

5. إدارة المخاطر الصارمة:

• وهذا هو الجانب الأكثر أهمية في المضاربة السريعة وذلك نظرا لصغر الأرباح المستهدفة لذلك يجب أن تكون الخسائر صغيرة جدا أيضا.

• أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss Orders): ويجب وضعها دائما وتكون قريبة جدا من نقطة الدخول. أي تجاوز لمستوى وقف الخسارة يعني الخروج الفوري من الصفقة.

• حجم الصفقة: يجب أن يكون حجم الصفقة مناسبا لحجم الحساب ولتحمل الخسارة المحتملة في حال ضرب وقف الخسارة.

• الانضباط: أهم ما يميز المضارب الناجح هو قدرته على الالتزام بخطته دون عواطف فيجب الخروج من الصفقة الخاسرة فورا دون تردد.

مميزات المضاربة السريعة:

• فرص متكررة: سوق العملات المشفرة لا ينام وهناك تقلبات مستمرة تخلق فرص لا حصر لها للمضاربة السريعة.

• عائد محتمل مرتفع: مع حجم التداول الكبير والانضباط يمكن أن تتراكم الأرباح الصغيرة إلى مبالغ كبيرة يوميا.

• عدم التعرض لمخاطر الأخبار طويلة الأجل: المضاربون السريعون لا يتأثرون كثيرا بالأخبار التي قد تؤثر على السوق على المدى الطويل لأن صفقاتهم قصيرة جدا.

تحديات ومخاطر المضاربة السريعة:

• كثافة عالية ومرهقة: فهى تتطلب تركيز ذهني عالي ووقت طويل أمام الشاشات مما قد يؤدي إلى الإرهاق.

• تأثير الرسوم (Fees): فنظرا لعدد الصفقات الكبير يمكن أن تتراكم رسوم التداول وتسحب جزء كبير من الأرباح ولذلك يجب اختيار منصات تداول ذات رسوم منخفضة جدا.

• الانزلاق السعري (Slippage): في الأسواق سريعة الحركة قد لا يتم تنفيذ الأمر بالسعر المطلوب مما يؤدي إلى فروق قد تأكل الأرباح أو تزيد الخسائر.

• الضغط النفسي: الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة تحت الضغط والتعامل مع الخسائر المتكررة وإن كانت صغيرة يتطلب انضباط نفسي هائل.

• الخبرة: فهي ليست للمبتدئين فهى تتطلب فهم عميق للتحليل الفني وسلوك السوق أمر ضروري.

• مشاكل الاتصال والمنصة: أي تأخير في الاتصال بالإنترنت أو مشاكل في منصة التداول يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نتائج المضارب السريع.

لمن تناسب المضاربة السريعة

• المتداولين ذوي الخبرة: الذين لديهم فهم عميق للتحليل الفني وإدارة المخاطر.

• من لديهم وقت كافي: لتكريس ساعات طويلة يوميا لمراقبة السوق.

• ذوي الانضباط العالي: القادرين على الالتزام بخطة التداول وتنفيذ أوامر وقف الخسارة دون تردد.

• من يمتلكون رأس مال كافي: لبدء التداول بحجم صفقة يسمح بتحقيق أرباح ملموسة بعد خصم الرسوم.

نصائح لممارسة المضاربة السريعة بنجاح:

• ابدأ صغير: لا تخاطر برأس مال كبير في البداية.

• استخدم حساب تجريبي: تدرب جيدا على حساب تجريبي قبل الانتقال إلى الأموال الحقيقية.

• اختر زوج تداول واحد: ركز على عملة مشفرة أو زوج تداول واحد في البداية لفهم سلوكه جيدا.

• تحديد أهداف ربح وخسارة واضحة: قبل الدخول في أي صفقة حدد بوضوح أين ستجني الأرباح وأين ستوقف الخسارة.

• الاستفادة من الرافعة المالية بحذر شديد: يمكن للرافعة المالية تضخيم الأرباح ولكنها تضخم الخسائر أيضا فاستخدمها بحذر شديد أو تجنبها في البداية.

المضاربة السريعة هي استراتيجية عالية المخاطر وعالية العائد إذا تم تنفيذها بمهارة وانضباط فيمكن أن تكون وسيلة قوية لتحقيق أرباح من سوق العملات المشفرة ومع ذلك فإنها تتطلب استعداد كبير للتعلم والممارسة والتكيف مع ظروف السوق المتغيرة باستمرار.

ثالثا: الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية التداول المتأرجح (Swing Trading)

Profit from cryptocurrency trading using the swing trading strategy

• التداول المتأرجح هو استراتيجية تداول تهدف إلى الاستفادة من تأرجح وتذبذب الأسعار أو تحركاتها على المدى المتوسط والتي فى العادة تستمر لعدة أيام أو أسابيع وذلك على عكس المتداولين اليوميين الذين يغلقون صفقاتهم في نفس اليوم أو المستثمرين طويلي الأجل الذين يحتفظون بأصولهم لشهور أو سنوات ولكن يسعى المتداول المتأرجح لالتقاط أجزاء كبيرة من الاتجاهات الصاعدة والهابطة. 

• الفكرة الأساسية هي شراء عملة مشفرة عندما يتوقع المتداول أن سعرها سيبدأ في الارتفاع (في قاع التأرجح) وبيعها عندما يتوقع أن سعرها سيصل إلى ذروته أو يبدأ في الانخفاض (في قمة التأرجح).

كيف يعمل التداول المتأرجح في سوق العملات المشفرة

يعتمد التداول المتأرجح بشكل كبير على التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج المحتملة وإليك الخطوات الأساسية:

1. تحديد العملات المناسبة: وذلك من خلال البحث عن العملات المشفرة ذات السيولة الجيدة والتقلبات المعتدلة وتعتبرالعملات التي تظهر اتجاهات واضحة وليست فوضوية (Side-ways) تكون أفضل للتداول المتأرجح.

2. تحليل الإطار الزمني: ويقوم متداولو التأرجح عادة باستخدام أطر زمنية أعلى من المتداولين اليوميين مثل الرسوم البيانية اليومية (Daily Charts) أو رسوم 4 ساعات (4-Hour Charts) لتحديد الاتجاهات الرئيسية ونقاط الانعطاف المحتملة.

3. تحديد الاتجاهات ونقاط الانعطاف: وذلك من خلال 

• الاتجاه الصاعد: عندما تظهر العملة سلسلة من القمم والقيعان الصاعدة يسعى المتداولون للشراء عند تصحيحات الأسعار (القيعان المؤقتة) بهدف ركوب الموجة الصاعدة التالية.

• الاتجاه الهابط: فعندما تظهر العملة سلسلة من القمم والقيعان الهابطة يمكن للمتداولين بيع العملة أو البحث عن فرص للبيع على المكشوف (Short Selling) إذا كانت المنصة تدعم ذلك بهدف الربح من الانخفاض.

• مناطق الدعم والمقاومة: وهذه هى المستويات السعرية التي يميل السعر إلى الارتداد منها تعتبر حاسمة ومستوى الدعم هو النقطة التي يتوقف عندها السعر عن الانخفاض ويبدأ في الارتفاع (نقطة شراء محتملة) ومستوى المقاومة هو النقطة التي يتوقف عندها السعر عن الارتفاع ويبدأ في الانخفاض (نقطة بيع محتملة).

4. استخدام المؤشرات الفنية: فيعتمد المتداولون المتأرجحون على مؤشرات فنية متنوعة لتأكيد إشارات الدخول والخروج:

• المتوسطات المتحركة (Moving Averages): وهو تستخدم لتحديد الاتجاه وتحديد نقاط الدعم والمقاومة الديناميكية وعلى سبيل المثال تقاطع متوسط متحرك قصير المدى مع متوسط متحرك طويل المدى يمكن أن يشير إلى تغيير في الاتجاه.

• مؤشر القوة النسبية (RSI): وهو يساعد في تحديد ما إذا كانت العملة في منطقة ذروة الشراء (Overbought) أو ذروة البيع (Oversold) والشراء عند ذروة البيع والبيع عند ذروة الشراء يمكن أن يكون فعال.

• الماكد (MACD): مؤشر زخم يظهر العلاقة بين متوسطين متحركين لسعر العملة ويمكن أن يشير إلى قوة الاتجاه ونقاط الانعكاس.

• مؤشر بولينجر باند (Bollinger Bands): يمكن أن يساعد في تحديد التقلبات ونقاط الاختراق المحتملة.

5. إدارة المخاطر: هذه هي أهم خطوة فيجب دائما تحديد:

• نقطة الدخول (Entry Point): السعر الذي تشتري عنده العملة.

• أمر وقف الخسارة (Stop-Loss Order): وهو السعر الذي ستبيع عنده العملة تلقائيا لتقليل خسائرك في حال لم يسير السوق في الاتجاه المتوقع ويجب أن يكون بالقرب من مستوى الدعم الذي دخلت عنده.

• أمر جني الأرباح (Take-Profit Order): وهو السعر المستهدف الذي ستبيع عنده العملة لجني أرباحك. يجب أن يكون عند مستوى مقاومة محتمل.

مزايا التداول المتأرجح:

• وقت أقل: فلا يتطلب مراقبة مستمرة للسوق مثل التداول اليومي فيمكنك تحليل السوق مرة أو مرتين في اليوم.

• أرباح محتملة أكبر: فهو يستهدف تحركات سعرية أكبر من المضاربة السريعة مما قد يؤدي إلى أرباح أعلى لكل صفقة.

• المرونة: فهو يناسب المتداولين الذين لديهم التزامات أخرى مثل العمل والدراسة.

• أقل ضغط نفسي: نظرا لأن الصفقات تستمر لفترة أطول فإن الضغط النفسي أقل مقارنة بالتداول اليومي.

تحديات ومخاطر التداول المتأرجح:

• خطر التراجع (Pullbacks): فقد تعكس الأسعار اتجاهها بشكل مفاجئ مما يؤدي إلى خسائر إذا لم يتم وضع وقف الخسارة.

• الأخبار غير المتوقعة: مثل الأحداث الإخبارية المفاجئة (سلبية أو إيجابية) يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الأسعار وتعطل التحليل الفني.

• الرسوم: على الرغم من أن عدد الصفقات أقل من التداول اليومي إلا أن رسوم التداول ورسوم الشبكة لا تزال تؤثر على الأرباح.

• الاحتجاز: قد تحتجز أموالك في صفقة لعدة أيام أو أسابيع إذا لم يتحرك السعر بالسرعة المتوقعة.

التداول المتأرجح يمكن أن يكون استراتيجية مربحة وفعالة للربح من تداول العملات المشفرة خاصة إذا كنت تفضل نهجا أكثر هدوء من التداول اليومي ويتطلب الأمر فهم جيد للتحليل الفني والقدرة على تحديد الاتجاهات والأهم من ذلك هو إدارة صارمة للمخاطر لوضع أوامر وقف الخسارة وجني الأرباح بشكل صحيح ولذلك ابدأ بتجربة هذه الاستراتيجية على إطار زمني أطول ومع الوقت والخبرة وستتمكن من صقل مهاراتك وتحقيق أقصى استفادة من تأرجحات السوق

رابعا: الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية المراجحة (Arbitrage)

Profit from cryptocurrency trading using arbitrage strategy

• تعد المراجحة (Arbitrage) إحدى استراتيجيات التداول الأكثر إثارة للاهتمام في سوق العملات المشفرة وذلك لأنها تستهدف تحقيق أرباح من اختلافات الأسعار لنفس العملة الرقمية بين بورصات أو منصات تداول مختلفة وذلك على عكس التداول التقليدي الذي يعتمد على توقع اتجاه السوق (صعودا أو هبوطا) وتعتمد المراجحة على استغلال هذه الفروقات المؤقتة في الأسعارمما يجعلها أقل عرضة لتقلبات السوق العامة من الناحية النظرية.

طريقة عمل المراجحة (Arbitrage)

الفكرة الأساسية للمراجحة بسيطة فهى شراء العملة المشفرة بسعر منخفض في منصة وبعها بسعر أعلى فورا في منصة أخرى وبسبب الطبيعة شديدة التقلب لسوق العملات المشفرة تكون فرص المراجحة غالبا قصيرة الأجل جدا وقد تستمر لثواني معدودة وهذا يتطلب سرعة ودقة في التنفيذ ويحدث هذا الاختلاف في الأسعار لأسباب متعددة، منها:

• اختلاف السيولة: تختلف مستويات العرض والطلب بين المنصات.

• سرعة تحديث الأسعار: بعض المنصات قد تتأخر قليلا في تحديث أسعارها مقارنة بالمنصات الأخرى.

• الموقع الجغرافي: قد توجد فروقات أسعار بين البورصات في مناطق جغرافية مختلفة بسبب اختلاف الطلب أو القيود التنظيمية.

• رسوم التداول والسحب: قد تختلف الرسوم بين المنصات مما يؤثر على صافي الربح.

أنواع المراجحة في العملات المشفرة

توجد عدة أنواع رئيسية للمراجحة يمكن للمتداولين استخدامها:

1. المراجحة البسيطة (Simple Arbitrage) أو المراجحة بين البورصات:

• هذا هو النوع الأكثر شيوعا وبساطة وفيه يشتري المتداول عملة مشفرة من بورصة (أ) بسعر أقل ثم ينقلها إلى بورصة (ب) ويبيعها هناك بسعر أعلى.

2. المراجحة المثلثية (Triangular Arbitrage):

• وتحدث هذه الاستراتيجية داخل منصة تداول واحدة وتستغل فروق الأسعار بين ثلاثة أزواج تداول مختلفة لنفس العملات الهدف هو بدء التداول بعملة معينة وتحويلها إلى عملة ثانية ثم إلى عملة ثالثة والعودة إلى العملة الأصلية مع تحقيق ربح.

3. المراجحة الإحصائية (Statistical Arbitrage):

• وتعتمد على النماذج الإحصائية والخوارزميات لتحديد العلاقات السعرية غير الفعالة بين أصول متعددة وقد لا تكون بالضرورة نفس الأصل في بورصات مختلفة وتهدف إلى استغلال الانحرافات المؤقتة عن هذه العلاقات التاريخية.

مميزات المراجحة

• مخاطرة أقل نسبيا وذلك بالمقارنة مع استراتيجيات التداول الأخرى التي تعتمد على توقع اتجاهات السوق وتعتبر المراجحة أقل عرضة للمخاطر الاتجاهية لأنها تعتمد على تحقيق الربح من فروقات الأسعار الحالية.

• يمكن أن تكون مربحة في أي اتجاه سوقي سواء كان السوق صاعدا أو هابطا طالما توجد فروق أسعار بين المنصات توجد فرص للمراجحة.

• لا تتطلب توقعات معقدة فلا يحتاج المتداول إلى تحليل كبير لاتجاهات السوق المستقبلية أو الأخبار.

تحديات ومخاطر المراجحة

• فروقات الأسعار تتغير بسرعة وإذا لم يتم تنفيذ الصفقة بسرعة كافية فقد يختفي الفارق وتتحول الصفقة إلى خسارة وهذا يجعل الروبوتات والأنظمة الآلية ضرورية تقريبا للمراجحة الفعالة.

• كل عملية شراء وبيع ونقل للعملات تتضمن رسوم وهذه الرسوم (خاصة رسوم الشبكة لبعض العملات مثل إيثيريوم) يمكن أن تلتهم جزء كبير من هامش الربح الضئيل للمراجحة لذلك يجب دائما احتساب صافي الربح بعد الرسوم.

• عند نقل العملات بين المنصات هناك خطر التأخير في الشبكة أو مشاكل تقنية في المنصة أو حتى فقدان الأموال بسبب خطأ في العنوان خلال هذا التأخير قد يتغير سعر العملة بشكل كبير.

• السيولة: قد لا تكون السيولة كافية على المنصة ذات السعر الأعلى لتنفيذ أمر البيع بالكامل بالسعر المستهدف مما يجبر المتداول على البيع بسعر أقل وبالتالي تقليل الربح أو تحقيق خسارة.

• حدود السحب والإيداع: قد تفرض بعض المنصات قيود على أحجام الإيداع والسحب اليومية أو الشهرية مما يحد من حجم صفقات المراجحة التي يمكن تنفيذها.

• تظل المنصات عرضة للاختراقات ووجود أموالك في منصات متعددة يزيد من تعرضك لهذه المخاطر.

الأدوات والبرامج للمساعدة في المراجحة

نظرا للحاجة الملحة للسرعة فى الغالب يعتمد متداولو المراجحة على:

• ماسحات المراجحة (Arbitrage Scanners): وهى برامج أو خدمات تقوم بمراقبة أسعار العملات المشفرة عبر عشرات البورصات في الوقت الفعلي وتنبه المتداولين عند ظهور فرص مراجحة.

• روبوتات التداول الآلية (Trading Bots): وهى روبوتات مبرمجة يمكنها تنفيذ صفقات الشراء والبيع بشكل تلقائي وفوري بمجرد اكتشاف فرصة مراجحة وهذه الروبوتات هي العمود الفقري للمراجحة الاحترافية.

• اتصالات إنترنت سريعة وحاسبات قوية: لتقليل زمن الاستجابة (latency) وتحسين سرعة التنفيذ.

تعتبر استراتيجية المراجحة فرصة مغرية للربح في سوق العملات المشفرة لأنها تستغل أوجه القصور المؤقتة في السوق بدلا من التنبؤ باتجاهاته ومع ذلك فإن تحقيق الربح المستدام من المراجحة يتطلب مزيج من التكنولوجيا المتطورة (الروبوتات) والسرعة في التنفيذ ورأس المال الكافي الموزع على منصات مختلفة وفهم دقيق للمخاطر المرتبطة بالرسوم ووقت النقل والسيولة وينصح للمبتدئين البدء بحذر شديد وربما باستخدام حسابات تجريبية وفهم آليات السوق جيدا قبل الانخراط في المراجحة الفعلية بأموال حقيقية.

خامسا : الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية تتبع الاتجاه (Trend Following)

Profit from cryptocurrency trading using the trend following strategy

يعد تتبع الاتجاه (Trend Following) إحدى استراتيجيات التداول الأكثر شيوعا وفعالية في أسواق المال بما في ذلك سوق العملات المشفرة وتقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ بسيط ولكنه قوي وهو ركوب الموجة فبدلا من محاولة التنبؤ بالقمم والقيعان يهدف المتداولون هنا إلى تحديد الاتجاه السائد في السوق صاعدا كان أم هابطا ثم الدخول في صفقات تتوافق مع هذا الاتجاه والخروج عندما تظهر علامات ضعف أو انعكاس للاتجاه.

كيف تعمل استراتيجية تتبع الاتجاه في العملات المشفرة

لتطبيق هذه الاستراتيجية يحتاج المتداول إلى أدوات معينة للتعرف على الاتجاهات وتأكيدها وإليك الخطوات والمؤشرات الشائعة:

1. تحديد الاتجاه: ويتم من خلال

• التحليل البصري للرسوم البيانية: حيث النظر إلى الرسم البياني للسعر هل يتجه السعر بشكل عام صعودا (قيعان أعلى وقمم أعلى) أم هبوطا (قمم أدنى وقيعان أدنى)؟

• المتوسطات المتحركة (Moving Averages - MAs): وتعتبر المتوسطات المتحركة من أفضل المؤشرات لتحديد الاتجاه:

المتوسط المتحرك البسيط (SMA) أو الأسي (EMA): عندما يكون السعر فوق متوسط متحرك طويل الأجل مثل 50 أو 200 يوم فهذا يشير إلى اتجاه صاعد وعندما يكون السعر أسفله فهذا يشير إلى اتجاه هابط.

تقاطع المتوسطات المتحركة: عندما يقطع متوسط متحرك قصير الأجل (مثل 20 EMA) متوسط متحرك طويل الأجل (مثل 50 EMA) صعودا يعرف هذا بالتقاطع الذهبي (Golden Cross) ويشير إلى اتجاه صاعد والعكس هو تقاطع الموت (Death Cross) الذي يشير إلى اتجاه هابط.

• خطوط الاتجاه (Trend Lines): وهو رسم خطوط مستقيمة تربط القيعان الصاعدة في الاتجاه الصاعد والقمم الهابطة في الاتجاه الهابط وكسر هذه الخطوط قد يشير إلى ضعف الاتجاه.

2. الدخول في الصفقة: ويتم ذلك على النحو التالى 

• في الاتجاه الصاعد: يبحث المتداول عن فرص للشراء (Long position) عندما يرتد السعر من مستوى دعم مهم أو عندما يعيد اختبار متوسط متحرك طويل الأجل ثم يرتفع مرة أخرى مؤكدا استمرارية الاتجاه.

• في الاتجاه الهابط: قد يستخدم المتداولون البيع على المكشوف (Short selling) إذا كانت المنصة تسمح بذلك أو ببساطة يبتعدون عن التداول أو يبيعون العملات التي يمتلكونها وفي سوق العملات المشفرة التركيز يكون فى الغالب على الشراء في الاتجاه الصاعد.

3. إدارة الصفقة والخروج: ويتم على النحو التالى 

• وقف الخسارة (Stop-Loss): من الضروري وضع أمر وقف الخسارة أسفل نقطة دخولك في حالة الشراء لحماية رأس المال إذا انعكس الاتجاه فجأة.

• جني الأرباح (Take-Profit): يمكن تحديد مستويات جني الأرباح عند مستويات مقاومة سابقة أو باستخدام مضاعفات المخاطرة أو ببساطة عن طريق الخروج عندما تظهر مؤشرات التحليل الفني علامات على ضعف الاتجاه (مثل كسر متوسط متحرك مهم أو ظهور أنماط انعكاسية).

• وقف الخسارة المتحرك (Trailing Stop-Loss): هذه أداة مفيدة لتتبع الاتجاه. تقوم بتحريك أمر وقف الخسارة بشكل تلقائي مع ارتفاع السعر مما يحمي الأرباح مع استمرار الاتجاه الصاعد.

مؤشرات شائعة لتتبع الاتجاه:

• المتوسطات المتحركة (Moving Averages): كما ذكرنا هي الأداة الأساسية.

• مؤشر الماكد (MACD): يظهر العلاقة بين متوسطين متحركين للسعر ويساعد في تحديد قوة الاتجاه وانعكاساته المحتملة.

• مؤشر القوة النسبية (RSI): يساعد في تأكيد قوة الاتجاه عند مستويات معينة (مثل بقائه فوق 50 في الاتجاه الصاعد).

• مؤشر ADX (Average Directional Index): يقيس قوة الاتجاه ولا يحدد الاتجاه نفسه وقيمة ADX فوق 25 تشير إلى وجود اتجاه قوي.

مميزات تتبع الاتجاه في العملات المشفرة:

• بسيطة نسبيا للمبتدئين حيث يمكن فهم المفهوم الأساسي وتطبيقه بسهولة مقارنة باستراتيجيات أخرى معقدة.

• تتجنب محاولة توقيت السوق بدقة فلا تحتاج إلى التنبؤ بالقمة أو القاع بالضبط.

• يمكن أن تحقق أرباح كبيرة: عندما يكون هناك اتجاه قوي وممتد يمكن للمتداول تحقيق مكاسب ضخمة.

• مناسبة لأطر زمنية مختلفة: يمكن تطبيقها على الرسوم البيانية اليومية والأسبوعية وحتى بالساعة.

عيوب تتبع الاتجاه في العملات المشفرة::

• الأداء الضعيف في الأسواق الجانبية (Sideways/Ranging Markets) ففي الأسواق التي لا يوجد بها اتجاه واضح قد تؤدي هذه الاستراتيجية إلى العديد من الصفقات الخاسرة الصغيرة (False signals).

• الخروج المتأخر فبطبيعتها تدخل هذه الاستراتيجية بعد أن يكون الاتجاه قد بدأ بالفعل وتخرج بعد أن يكون قد بدأ في التراجع مما يعني أنها لا تلتقط كامل الحركة السعرية.

• التقلبات العالية في العملات المشفرة: قد تتسبب التقلبات العنيفة في السوق في إثارة أوامر وقف الخسارة قبل أن يستمر الاتجاه.

• المؤشرات تتبع السعر فمعظم مؤشرات تتبع الاتجاه هي مؤشرات تابعة أي أنها تتفاعل بعد حدوث حركة السعر، وليس قبلها.

نصائح لتطبيق استراتيجية تتبع الاتجاه بنجاح:

• اختر أطر زمنية مناسبة فلا تتداول على أطر زمنية قصيرة جدا (مثل دقائق قليلة) ما لم تكن مضارب محترف فالأطر الزمنية الأكبر (ساعة، 4 ساعات، يومي) توفر إشارات اتجاه أكثر موثوقية.

• استخدم مؤشرات متعددة لتأكيد الاتجاه فلا تعتمد على مؤشر واحد فقط. دمج مؤشرات مثل المتوسطات المتحركة مع MACD أو ADX يمكن أن يوفر رؤية أوضح.

• إدارة المخاطر هي الأهم فلا تخاطر أبدا بأكثر من 1-2% من رأس مالك في صفقة واحدة.

• كن صبور فلا تطارد الصفقات ولكن انتظر حتى تتأكد من وجود اتجاه واضح وفرصة دخول جيدة.

• توقع الخسائر الصغيرة: من الطبيعي أن يكون هناك صفقات خاسرة باستخدام هذه الاستراتيجية خاصة في الأسواق الجانبية والهدف هو أن تكون صفقاتك الرابحة أكبر من صفقاتك الخاسرة.

• تكيف مع ظروف السوق فلا تكن جامدًا فإذا إذا تغيرت ظروف السوق من الاتجاهية إلى الجانبية فقد تحتاج إلى تعديل استراتيجيتك أو أخذ قسط من الراحة.

تعد استراتيجية تتبع الاتجاه قوية وفعالة في سوق العملات المشفرة خاصة خلال الفترات التي تشهد اتجاهات سعرية واضحة وقوية ومع الالتزام بالانضباط وإدارة المخاطر السليمة ويمكن أن تكون هذه الاستراتيجية أداة رئيسية في ترسانة المتداول لتحقيق الأرباح.

سادسا : الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية تداول الأخبار (News Trading)

Profit from cryptocurrency trading using the News Trading strategy

تداول الأخبار (News Trading) هو استراتيجية قوية وفعالة للربح من سوق العملات المشفرة وتعتمد على سرعة رد الفعل واستغلال الأحداث الهامة التي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الأصول الرقمية ففي سوق يتسم بالتقلبات الشديدة وتأثره بالأخبار بشكل كبير يصبح فهم وتطبيق هذه الاستراتيجية مفتاح لتحقيق أرباح سريعة هذه الأخبار يمكن أن تكون:

• أخبار إيجابية (صعودية): مثل شراكات جديدة لمشروع عملة مشفرة وتحديثات تقنية كبرى مثل إطلاق شبكة رئيسية أو ترقية بروتوكول أو أخبار إدراج العملة في بورصات كبيرة أو أخبار تبني مؤسسي للعملات المشفرة أو تصريحات داعمة من شخصيات مؤثرة.

• أخبار سلبية (هبوطية): مثل قيود تنظيمية محتملة أو اختراقات أمنية لمنصات التداول أو مشاريع العملات المشفرة أو مشاكل قانونية تواجه شركات أو أفراد في المجال أو تصريحات سلبية من جهات حكومية أو مؤثرين.

كيف يعمل تداول الأخبار في سوق العملات المشفرة

يعتبر سوق العملات المشفرة سوق حساس للغاية للأخباروذلك لعدة أسباب:

• الافتقار إلى التنظيم الكامل مما يجعل الأخبار التنظيمية تحمل تأثير كبير.

• حجم السوق الأصغر نسبيا مقارنة بالأسواق التقليدية مما يعني أن الأخبار يمكن أن تحرك الأسعار بنسب مئوية أكبر.

• نشاط مجتمع العملات المشفرة على وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتفاعل بسرعة مع الأخبار وينشرها مما يؤدي إلى ردود فعل سعرية فورية.

يعتمد تداول الأخبار على مبدأ أن المعلومات تؤثر على معنويات السوق ومعنويات السوق تؤثر على الأسعار فعندما تنتشر أخبار إيجابية يزداد الطلب على العملة مما يدفع سعرها للارتفاع والعكس صحيح للأخبار السلبية وهناك عدة طرق لتطبيق استراتيجية تداول الأخبار:

1. التداول قبل الحدث (Trading the Rumor):

• وتعتمد هذه الاستراتيجية على مبدأ (اشتري الإشاعة وبِع الخبر) فيشتري المتداولون العملة المشفرة عندما تبدأ الإشاعات أو التوقعات الإيجابية بالانتشار حول حدث مستقبلي (مثل إطلاق منتج جديد أو إدراج في بورصة).

• ويقوم المتداول بالبحث عن المشاريع التي لديها أحداث قادمة معروفة مسبقا (مثل إطلاق شبكة رئيسية في تاريخ محدد) ثم يبدأ في الشراء قبل أسابيع أو أيام من الحدث مستفيدا من الحماس المتزايد قبل الإعلان الرسمي.

• ويبيع المتداول عند أو قبل بيع الخبر (Sell the News) أي عندما يتم الإعلان الرسمي عن الحدث وفي الغالب ينخفض السعر بعد الخبر مباشرة لأن التجار يجنون الأرباح بعد أن ارتفع السعر بناء على التوقعات

• ومن المخاطر المرتبطة بهذه الطريقة أنه قد لا يحدث الحدث المتوقع أو قد لا يحقق الأثر المتوقع أو قد يكون هناك (بيع للخبر) شديد يؤدي إلى خسائر.

2. التداول بعد الحدث (Trading the News Confirmation):

• وفيه ينتظر المتداول حتى يتم تأكيد الخبر رسميا وينظر إلى رد فعل السوق الأولي قبل الدخول في صفقة فإذا كان الخبر إيجابيا وحدث ارتفاع أولي في السعر فقد يدخل المتداول في صفقة شراء على أمل استمرار الزخم وإذا كان الخبر سلبيا وشهد السعر انخفاضا فقد يدخل في صفقة بيع على المكشوف (إذا كانت المنصة تدعم ذلك) أو يتجنب الشراء وهنا يجب التحقق من مصداقية الخبر وسرعة رد الفعل السعري.

• ومن المخاطر المرتبطة بهذه الطريقة أنه قد يفوت المتداول جزء كبير من الحركة الأولية للسعر كما أن رد الفعل الأولي قد لا يكون مستدام.

3. تداول تقارير الأرباح/المشاريع (Project Updates/Earnings Reports):

• تركز هذه الاستراتيجية على تقييم أداء المشاريع وتقدمها من خلال التقارير الدورية أو إعلانات المطورين حيث يتابع المتداولون تقارير المشاريع مثل التحديثات الشهرية وخارطة الطريق ويشترون العملات التي تظهر تقدم قوي وتجاوز للتوقعات أو يبيعون تلك التي تفشل في تحقيق أهدافها.

• تتطلب هذه الاستراتيجية فهم عميق لتفاصيل المشروع وقدرة على تحليل البيانات.

متطلبات النجاح في تداول الأخبار:

1. السرعة: فالأخبار تنتشر وتتلاشى بسرعة ولذلك يجب أن تكون قادر على الوصول إلى المعلومات فورا والتصرف بناء عليها بسرعة البرق.

2. مصادر المعلومات الموثوقة: مثل 

• قنوات العملات المشفرة الإخبارية(CoinDesk, Cointelegraph, The Block) 

• حسابات تويتر الرسمية للمشاريع والمؤسسين والشخصيات المؤثرة في المجال

• قنوات ديسكورد وتيليجرام للمجتمعات الرسمية للمشاريع

• التقويمات الاقتصادية للعملات المشفرة توفر مواعيد الأحداث الهامة.

3. التحليل الفني السريع: فى الغالب يستخدم تداول الأخبار مع التحليل الفني لتحديد نقاط الدخول والخروج المثلى وتأكيد الاتجاه بعد صدور الخبر.

4. إدارة المخاطر الصارمة: مثل 

• وضع أوامر وقف الخسارة (Stop-Loss): لحماية رأس المال في حال لم يتحرك السعر بالاتجاه المتوقع أو حدث انعكاس مفاجئ.

• تحديد حجم الصفقة: لا تخاطر بأكثر مما تستطيع خسارته في صفقة واحدة.

• التحكم في العواطف: لا تدع الخوف أو الطمع يدفعانك لاتخاذ قرارات متهورة.

التحديات والمخاطر الخاصة باستراتيجية تداول الاخبار:

• التقلبات العالية فقد تتحرك الأسعار بعنف بعد الأخبار مما يزيد من صعوبة التحكم في الصفقات.

• الأخبار الكاذبة أو المضللة فالسوق مليء بالإشاعات والمعلومات غير الدقيقة فيجب التحقق من مصدر الخبر دائما.

• بعض الأخبار قد تكون جزء من مخططات لضخ السعر ثم تفريغه على المتداولين الجدد.

• المنافسة فالكثير من المتداولين يتبعون نفس الاستراتيجية مما يجعل الفرص تختفي بسرعة.

• تكاليف التداول فالرسوم يمكن أن تلتهم الأرباح الصغيرة خاصة في استراتيجيات مثل المضاربة السريعة المبنية على الأخبار.

تداول الأخبار في سوق العملات المشفرة يمكن أن يكون استراتيجية مربحة للغاية لمن يمتلك السرعة والقدرة على التحليل ومصادر المعلومات الموثوقة ومع ذلك فهو ليس للمبتدئين أو أصحاب القلوب الضعيفة حيث يتطلب الأمر انضباط عالي وإدارة مخاطر صارمة للتنقل في التقلبات السريعة التي تحدثها الأخبار

سابعا: الربح من تداول العملات المشفرة باستخدام استراتيجية الاستثمار طويل الأجل (HODLing)

Profit from cryptocurrency trading using the long-term investment strategy (HODLing)

HODLing هي كلمة شهيرة في مجتمع العملات المشفرة نشأت عن خطأ إملائي لكلمة (Hold) أى (احتفظ) في منشور قديم وأصبحت تعني حرفيا (Hold On for Dear Life) أي (تمسك بحياتك) وتعكس هذه العبارة جوهر هذه الاستراتيجية وهو شراء العملات المشفرة والاحتفاظ به لفترة زمنية طويلة والتي قد تمتد لأشهر أو سنوات والهدف الأساسي ليس تحقيق الربح من فروقات الأسعار اليومية بل من النمو الكلي لقيمة الأصل على المدى الطويل مدفوعا بتطورات المشروع الأساسي أو زيادة التبني أو التوسع العام لسوق العملات المشفرة.

طريقة عمل استراتيجية الاستثمار طويل الأجل (HODLing)

تعتمد هذه الاستراتيجية على الفلسفة القائلة بأن الأصول الرقمية الواعدة مثل البيتكوين (Bitcoin) أو الإيثيريوم (Ethereum) ستزداد قيمتها بشكل كبير بمرور الوقت مع تطور التكنولوجيا وتزايد الاعتراف بها وتوسع استخداماتها ويقوم المستثمر بما يلي:

1. البحث والاختيار الدقيق: فلا يشتري مستثمر الـ HODLing أي عملة عشوائية بل يقوم ببحث مكثف حول:

• المشروع الأساسي: ما هي المشكلة التي يحاول المشروع حلها وهل لديها فريق تطوير قوي وما هي خارطة الطريق (Roadmap) المستقبلية؟

• التقنية: هل تعتمد العملة على تكنولوجيا مبتكرة ومستدامة (مثل البلوكتشين القوية أو العقود الذكية)؟

• حالة الاستخدام والتبني: هل هناك استخدامات حقيقية للعملة وهل هناك شراكات أو اهتمام متزايد بتبنيها؟

• القيمة السوقية المحتملة: هل تمتلك العملة إمكانات نمو هائلة مقارنة بقيمتها الحالية؟

2. الشراء عند مستويات جذابة: على الرغم من أن الهدف هو المدى الطويل إلا أن المستثمر يفضل الشراء عندما يرى أن سعر العملة في نقطة منخفضة نسبيا أو عادلة مقارنة بقيمتها المحتملة ويمكن أن يكون هذا أثناء السوق الهابط (Bear Market) حيث تكون الأسعار متدنية أو بعد تصحيح كبير في السعر.

3. الاحتفاظ والصبر: فبمجرد الشراء يلتزم المستثمر بالاحتفاظ بالعملات حتى لو شهد السوق انخفاضات حادة (تصحيحات) أو فترات ركود والاعتقاد هنا هو أن هذه التقلبات قصيرة الأجل لا تغير من الرؤية طويلة الأجل للمشروع.

4. إعادة التوازن (Rebalancing) : وهو اختياري ففي بعض الأحيان قد يقوم بعض مستثمري الـ HODL بإعادة توازن محافظهم بعد فترات نمو هائلة لبيع جزء صغير من الأرباح أو شراء المزيد من العملات التي أصبحت قيمتها أقل.

متى تكون استراتيجية HODLing هي الأنسب

• المبتدئين: هي الأقل تعقيدا وتتطلب معرفة أقل بالتحليل الفني والتداول اليومي مما يجعلها مثالية للمبتدئين.

• الغير متفرغين: إذا لم يكن لديك الوقت لمراقبة السوق بشكل مستمر فإن HODLing يسمح لك بالاستثمار دون الحاجة إلى التفرغ.

• المستثمرين الصبورين: تتطلب قدر كبير من الصبر والقدرة على تجاهل الضجيج والتقلبات قصيرة الأجل.

• المؤمنين بالقيمة الأساسية للعملة: وهي استراتيجية لأولئك الذين لديهم قناعة راسخة بمستقبل العملة ومشروعها.

مزايا HODLing:

• الحد من التوتر: فلا تتطلب مراقبة مستمرة مما يقلل من الضغط النفسي المصاحب للتداول النشط.

• تجنب رسوم التداول المتكررة: فبما أنك لا تشتري ولا تبيع كثيرا فإنك توفر على نفسك رسوم التداول المتكررة التي تلتهم أرباح المتداولين اليوميين.

• الاستفادة من النمو الهائل: فالعملات المشفرة يمكن أن تحقق مكاسب مئوية ضخمة على المدى الطويل وHODLing يضمن لك الاستفادة من هذه القفزات.

• تجاوز التقلبات قصيرة الأجل: فبدلا من القلق بشأن كل انخفاض أنت تراهن على التعافي والنمو المستقبلي.

• بساطة التنفيذ: فالمفهوم بسيط (اشتري واحتفظ).

مخاطر HODLing:

• اختيار العملة الخاطئة: إذا استثمرت في مشروع فاشل أو عملة ميتة فقد تخسر استثمارك بالكامل فالبحث الدقيق أمر بالغ الأهمية.

• التقلبات الكبيرة: على الرغم من أن الهدف هو المدى الطويل إلا أن الانخفاضات الحادة في السوق مثل الأسواق الهابطة التي تستمر لسنوات يمكن أن تكون مؤلمة نفسيا وقد تتسبب في خسائر غير محققة كبيرة.

• المخاطر التنظيمية: التغييرات في اللوائح الحكومية قد تؤثر بالسلب على قيمة العملات المشفرة.

• المخاطر التكنولوجية: قد تظهر تقنيات جديدة تتفوق على العملة التي تحتفظ بها مما يقلل من قيمتها.

• مخاطر الأمان: يجب تخزين العملات المشفرة بأمان في محافظ باردة (Cold Wallets) أو محافظ الأجهزة (Hardware Wallets) لتجنب الاختراقات أو الضياع.

الاستثمار طويل الأجل (HODLing) هو استراتيجية قوية وفعالة للربح من العملات المشفرة خاصة لأولئك الذين يفضلون نهج استثماري أكثر هدوء ويرون القيمة الحقيقية في التكنولوجيا الأساسية للأصول الرقمية

الخاتمة 

Cryptocurrencies

شعار موقعنا دائما اقرأ – نفذ – اكسب – شارك نتمنى أن ينال الموضوع إعجاب حضرتكم إن أعجبكم الموضوع فشاركوه لتعم الفائدة أو اترك تعليقا لتحفيزنا على الاستمرار وشكرا لمروركم الكريم

تعليقات